للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أصبح عملاً غير صالح، بل حرمت الصلاة فيه.

قال إلكيا الهراسي: (يدل على أن الأفعال تختلف بالقصود والإرادات) (١)، وهذا الاستنباط مؤيد بالقاعدة الفقهية الشهيرة وهي: أن الأمور بمقاصدها.

وهذا الاستنباط فيه بيان أن فضيلة العمل ذاته لا تكفي في قبوله وأفضليته، بل هناك ما يؤثر على هذا العمل وربما قلبه إلى الضد، فلا بد من اعتباره والتنبه له وهو النية.

كل ما كان سبباً في تفريق المؤمنين فهو منهي عنه.

قال تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٧)} (التوبة: ١٠٧).

٢٥١ - قال السعدي - رحمه الله -: (ومنها-أي من فوائد هذه الآية-: كل حالة يحصل بها التفريق بين المؤمنين، فإنها من المعاصي التي يتعين تركها وإزالتها، كما أن كل حالة يحصل بها جمع المؤمنين وائتلافهم، يتعين اتباعها والأمر بها والحث عليها، لأن الله علل اتخاذهم لمسجد الضرار بهذا المقصد الموجب للنهي عنه، كما يوجب ذلك الكفر والمحاربة لله ورسوله). ا. هـ (٢)

الدراسة:

استنبط السعدي من هذه الآية أن كل ما يفرق المؤمنين فهو منهي


(١) انظر: أحكام القرآن للهراسي (٣/ ٥٨).
(٢) انظر: تفسير السعدي (٣٥٢).

<<  <   >  >>