للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدراسة:

استنبط السعدي من هذه الآية أن شهادة الصبيان غير مقبولة، ووجه ذلك من مفهوم لفظ الرجل، حيث دل مفهوم المخالفة هنا أن الصبي لا تقبل شهادته.

وقد وافق السعدي على هذا الاستنباط جمع من المفسرين، قال الجصاص: ومما يدل على بطلان شهادة الصبيان. . . قوله تعالى: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} وليس الصبيان من رجالنا. . .) (١)، وممن قال بذلك من المفسرين أيضاً: الواحدي، وابن العربي، والقرطبي، وأبوحيان، والخازن، وجلال الدين المحلي، والسيوطي، والألوسي، وابن عاشور، والهرري (٢).

وهذا الاستنباط مؤيد كذلك بعدم قدرة الصبي على إدراك الشهادة وما يتعلق بها، قال ابن عاشور: (وأما الصبيّ فلم يعتبره الشرع لضعف عقله عن الإحاطة بمواقع الإشهاد ومداخل التهم). (٣)

شهادة العبد البالغ مقبولة.

قال تعالى: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ (٢٨٢)} (البقرة: ٢٨٢).

٨٥ - قال السعدي -رحمه الله-: (ومنها-أي فوائد الآية-: أن


(١) انظر: أحكام القرآن للجصاص (١/ ٦٠٣).
(٢) انظر: الوجيز (١/ ١٩٥)، وأحكام القرآن لابن العربي (١/ ٢٧٢)، والجامع لأحكام القرآن (٣/ ٣٧٠)، والبحر المحيط (٢/ ٣٦٢)، ولباب التأويل (١/ ٢١٥)، وتفسير الجلالين (٥٧)، والإكليل (١/ ٤٥١)، وروح المعاني (٢/ ٥٦)، والتحرير والتنوير (٣/ ١٠٦)، وتفسير حدائق الروح والريحان (٤/ ١٢٥).
(٣) انظر: التحرير والتنوير (٣/ ١٠٦).

<<  <   >  >>