للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (٩٧) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (٩٨)} (النساء: ٩٧ - ٩٨).

١٥٨ - قال السعدي - رحمه الله -: (وفي الآية الكريمة دليل على أن من عجز عن المأمور من واجب وغيره فإنه معذور،. . . ولكن لا يعذر الإنسان إلا إذا بذل جهده وانسدت عليه أبواب الحيل لقوله: {لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً}) ا. هـ (١)

الدراسة:

استنبط السعدي من هذه الآية دليلاً لقاعدة فقهية، وهي أن من عجز عن المأمور فإنه معذور، ولكن بشرط أن يبذل جهده في سبيل فعل هذا المأمور فإن عجز عن ذلك فلا شيء عليه، ووجه هذا الاستنباط من الآية أن الله سبحانه وتعالى عذر المستضعفين في عدم الهجرة مع أنها واجبة، ولكن لعدم قدرتهم عليها عذرهم.

قال اللاحم في معرض ذكره للفوائد والأحكام من هذه الآية: (وفيها: أن من عجز عن فعل مأمور فإنه معذور لقوله تعالى: (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ)) (٢).

الدليل في الحج والعمرة من شروط الاستطاعة.

قال تعالى: {وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (٩٨)} (النساء: ٩٨).

١٥٩ - قال السعدي - رحمه الله -: (وفي الآية تنبيه على أن الدليل


(١) انظر: تفسير السعدي (١٩٦).
(٢) انظر: تفسير آيات الأحكام في سورة النساء للاحم (٢/ ٩٠٩).

<<  <   >  >>