للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدراسة:

استنبط السعدي من هذه الآية مناسبة إيراد القبض والبسط بعد أمره تعالى لعباده بالإنفاق في سبيل الله، وبين أن وجه المناسبة هنا هو دفع توهم الافتقار إذا ما أنفق في سبيل الله.

وقد ذكر الرازي ما يقارب هذا المعنى الذي ذكره السعدي هنا فقال في بيان وجه المناسبة: (أن الإنسان إذا علم أن القبض والبسط بالله انقطع نظره عن مال الدنيا، وبقي اعتماده على الله، فحينئذٍ يسهل عليه إنفاق المال في سبيل مرضاة الله تعالى) (١).

وذكر بعض المفسرين وجهاً آخر لهذا الاستنباط، قال حقي: (فكأن الله تعالى يقول إذا علمتم أن الله هو القابض والباسط وان ما عندكم إنما هو من بسطه وإعطائه فلا تبخلوا عليه فاقرضوه وأنفقوا مما وسع عليكم وأعطاكم ولا تعكسوا بان تبخلوا لئلا يعاملكم مثل معاملتكم فى التعكيس بأن يقبض بعد ما بسط) (٢) وممن أشار إلى ذلك البيضاوي، وأبو السعود (٣).

وكلا الوجهين حسن، والمناسبة هنا تحتملهما معاً. والله أعلم.

تشاور أهل الحل والعقد أكبر سبب لحصول مقصودهم.

قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ


(١) انظر: التفسير الكبير (٦/ ١٤٣).
(٢) انظر: روح البيان (١/ ٣٨٠).
(٣) انظر: أنوار التنزيل (١/ ١٣٠)، وإرشاد العقل السليم (١/ ٢٣٨).

<<  <   >  >>