للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا ينبغي كثرة البحث في المسائل التي لا أهمية لها.

قال تعالى: {فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا (٢٢)} (الكهف: ٢٢).

٣٠٥ - قال السعدي - رحمه الله -: (ومنها-أي من فوائد قصة أصحاب الكهف-: أن كثرة البحث وطوله في المسائل التي لا أهمية لها لا ينبغي الانهماك به لقوله: {فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا}). ا. هـ (١)

الدراسة:

استنبط السعدي من هذه الآية أن المسائل التي لا أهمية لها لا ينبغي للإنسان الانهماك فيها وطول البحث فيها، ووجه استنباط ذلك من الآية أن الله عقب الكلام عن عدد أهل الكهف نهى في هذه الآية عن إطالة البحث فيها لعدم الأهمية والفائدة، وعمم هذه الفائدة في كل المسائل المشابهة.

قال السيوطي: (ففيه تحريم الجدال بغير علم وبلا حجة ظاهرة) (٢)، وقال العثيمين: (وهذا يدل على أن ما لا خير فيه فلا ينبغي التعمق فيه) (٣).

وهذا الاستنباط فيه إرشاد إلى عدم الاهتمام بفضول المسائل التي لا ينتفع بها الباحث، وصرف الهمم إلى ما يفيد من العلم.


(١) انظر: تيسير اللطيف للسعدي (٢٨٩).
(٢) انظر: الإكليل (٣/ ٩٢٨).
(٣) انظر: تفسير القرآن الكريم (سورة الكهف) للعثيمين (٤٣).

<<  <   >  >>