للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد وافق بعض المفسرين السعدي على هذا الاستنباط، قال شهاب الدين الخفاجي: (ووجه كون الجواب أحسن أنه جملة اسمية دالة على الدوام والثبات، فهي أبلغ) (١)، وقال ابن عاشور: (ورفع المصدر أبلغ من نصبه، لأنّ الرّفع فيه تناسي معنى الفعل فهو أدلّ على الدّوام والثّبات، ولذلك خالف بينهما للدّلالة على أنّ إبراهيم عليه السّلام ردّ السّلام بعبارة أحسن من عبارة الرسل زيادة في الإكرام) (٢)، وممن قال بذلك أيضاً من المفسرين: ابن القيم، والبيضاوي، وأبو السعود، والألوسي. (٣)

الحث على السعي في الأعوان على الخير ولوكانوا من أهل الشر.

قال تعالى: {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيد (٨٠)} (هود: ٨٠).

٢٥٨ - قال السعدي - رحمه الله -: (الحث على السعي في الأعوان على أمور الخير ودفع الشر، ولو كان المعاون على ذلك من أهل الشر، فإن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم عند الله، ولهذا قال لوط: {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيد (٨٠)}، وأكثر الأنبياء يبعثهم الله في أشراف قومهم، ويحصل بذلك من تأييد الحق وقمع الباطل، والتمكن من الدعوة ما لا يحصل لو لم يكن كذلك). ا. هـ (٤)


(١) انظر: حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (٥/ ١٩٢).
(٢) انظر: التحرير والتنوير (١٢/ ١١٦).
(٣) انظر: بدائع الفوائد (٢/ ٦٣٨)، وأنوار التنزيل (٢/ ١٣٩)، وإرشاد العقل السليم (٣/ ٣٣٢)، وروح المعاني (٦/ ٢٩١).
(٤) انظر: تيسير اللطيف للسعدي (٢١٧).

<<  <   >  >>