للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدراسة:

استنبط السعدي من هذه الآية أن الصغير الذي دون البلوغ، والمملوك لا يجوز أن ترى عورته، كما أنه لا يجوز أن يمكن من رؤية عورة غيره، ووجه استنباط ذلك من الآية أن الله أمرهم بالاستئذان في أوقات هي مظنة كشف العورات، فدل ذلك على عدم جواز رؤيتهم لعورات الآخرين وإلا لم يكن لأمرهم بالاستئذان معنى.

قال القصاب: (ويدخل فيه أن ستر العورة على الأطفال الذين قد بلغوا مبلغ معرفتها فرض في كل وقت؛ إذ لا يأمر - جل وتعالى- بالاستئذان من أجل ذلك إلا وقد فرض سترها في كل وقت عنهم وعن ملك اليمين) (١)، وقال اللاحم في معرض ذكره للفوائد والأحكام من هذه الآية: (لا يجوز للأطفال المميزين ممن هم دون البلوغ النظر إلى عورة الرجل، كما لا يجوز للرجل أن ينظر إلى عورة الصبي والمملوك) (٢).

وهذا الاستنباط فيه فائدة وهي أنه من القبيح أن يرى مماليكهم وأطفالهم عوراتهم لأن ذلك منظر يخجل منه المملوك وينطبع في نفس الطفل لأنه لم يعتد رؤيته، ولأنه يجب أن ينشأ الأطفال على ستر العورة حتى يكون ذلك كالسجية فيهم إذا كبروا (٣).

ينبغي للمعلم والواعظ أن يقرن بالحكم دليله وتعليله.

قال تعالى: {ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ (٥٨)} (النور: ٥٨).

٣٤٤ - قال السعدي - رحمه الله -: (ومنها-أي من فوائد الآية-


(١) انظر: نكت القرآن (٢/ ٤٨٨).
(٢) انظر: تفسير سورة النور للاحم (٣٣٧).
(٣) انظر: التحرير والتنوير (١٨/ ٢٩٢).

<<  <   >  >>