للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالنهى ولم يعلل ذلك بكفرهم ولهذا كانت الصلاة على الموتى من المؤمنين والقيام على قبورهم من السنة المتواترة). (١)

المحسن ليس بضامن التلف، بينما المسيء كالمفرط يضمن.

قال تعالى: {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ (٩١)} (التوبة: ٩١).

٢٤٦ - قال السعدي - رحمه الله -: (ويستدل بهذه الآية على قاعدة (٢) وهي: أن من أحسن على غيره، في نفسه أو في ماله، ونحو ذلك، ثم ترتب على إحسانه نقص أو تلف، أنه غير ضامن لأنه محسن (٣)، ولا سبيل على المحسنين، كما أنه يدل على أن غير المحسن -وهو المسيء- كالمفرط، أن عليه الضمان (٤)). ا. هـ (٥)

الدراسة:

استنبط السعدي من هذه الآية قاعدة فقهية وهي: أن المحسن لا يضمن ما ترتب على إحسانه من تلف أونقص؛ بسبب إحسانه، وعكسه المسيء فإنه يضمن لأنه كالمفرط.


(١) انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية (١/ ١٦٥).
(٢) ذكر بعض المفسرين استنباطاً آخر من هذه الآية وهو إسقاط الضمان على قاتل البهيمة الصائلة. انظر: أحكام القرآن لابن الفرس (٣/ ١٩٠)، وأحكام القرآن للهراسي (٤/ ٥٨).
(٣) وذلك كما لو أراد شخص أن يحمل متاع شخص آخر فانكسر من يده فلا يضمن هنا لأنه محسن إليه.
(٤) كما لو خطف إناءه من يده ثم سقط وانكسر فإنه يضمن لأنه مسيء في هذه الحالة فهو كالمفرط.
(٥) انظر: تفسير السعدي (٣٤٨).

<<  <   >  >>