للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

إذ هو معنى نقص ومصيبة، فلا يضاف إليه سبحانه وتعالى من الألفاظ إلا ما يستحسن منها دون ما يستقبح) (١)، وممن قال بذلك من المفسرين أيضاً: الرازي، وأبوحيان، والبيضاوي، وابن عرفة، وابن المنير (٢).

وقال بعض المفسرين إن الاختلاف هنا إنما هو مراعاة لذوق العرب في استماع الكلام، فيحبون أن يسمعوا الكلام المختلف في اللفظ المتفق في المعنى، قال ابن الأنباري: (لما كان قوله: "فأردتُ" و"وأردنا" كل واحد منهما يصلح أن يكون خبراً عن الله عز وجل، وعن الخضر، أتبعهما بما يحصر الإِرادة عليه، ويزيلها عن غيره، ويكشف البُغية من اللفظتين الأولَيين، وإِنما قال: "فأردتُ" "فأردنا" "فأراد ربُّك"، لأن العرب تؤثر اختلاف الكلام على اتِّفاقه مع تساوي المعاني، لأنه أعذب على الألسن، وأحسن موقعاً في الأسماع، فيقول الرجل: قال لي فلان كذا، وأنبأني بما كان، وخبَّرني بما نال) (٣).

وهذا المعنى وإن كان وارداً وهو حسن؛ إلا أن زيادة المعنى عند الإمكان هو الأحسن فمع الإمتاع في تغيير الألفاظ، إلا أنها تحمل معان كذلك، فالأول يجمع بين الأمرين. والله أعلم.

الرضا بالأقدار المكروهة.

٣١٩ - قال السعدي - رحمه الله -: (ومنها-أي فوائد قصة موسى مع الخضر-: أن هذه القضايا التي أجراها الخضر هي قدر محض أجراها الله


(١) انظر: الجامع لأحكام القرآن (١١/ ٣٨).
(٢) انظر: التفسير الكبير (٢١/ ١٣٨)، والبحر المحيط (٦/ ١٤٥)، وأنوار التنزيل (٢/ ٣٥٢)، وتفسير ابن عرفة (٣/ ٩٨)، والانتصاف (٢/ ٧٤١).
(٣) انظر: زاد المسير (٨٦٧).

<<  <   >  >>