للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الطفل المميز تستتر منه المرأة.

قال تعالى: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ (٣١)} (النور: ٣١).

٣٤٠ - قال السعدي - رحمه الله -: ({أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} أي: الأطفال الذين دون التمييز، فإنه يجوز نظرهم للنساء الأجانب، وعلل تعالى ذلك، بأنهم لم يظهروا على عورات النساء، أي: ليس لهم علم بذلك، ولا وجدت فيهم الشهوة بعد ودل هذا، أن المميز تستتر منه المرأة، لأنه يظهر على عورات النساء). ا. هـ (١)

الدراسة:

استنبط السعدي من هذه الآية عدم جواز تمكين الطفل المميز من رؤية النساء والإطلاع على عوراتهن، ووجه استنباط ذلك من الآية أن الله أباح إطلاع الأطفال غير المميزين على عورات النساء، فدل مفهوم المخالفة على عدم جواز ذلك للأطفال المميزين.

وقد وافق بعض المفسرين السعدي على هذا الاستنباط، قال السيوطي: (فيستدل به على تحريم نظر المراهق الذي فهم ذلك كالبالغ) (٢)، وقال ابن كثير: (فأما إن كان مراهقاً أو قريباً منه، بحيث يعرف ذلك ويدريه، ويفرق بين الشوهاء والحسناء، فلا يُمكّن من الدخول على النساء) (٣)، وممن قال بذلك من المفسرين أيضاً: الرازي، وحقي، والألوسي. (٤)


(١) انظر: تفسير السعدي (٥٦٧).
(٢) انظر: الإكليل (٣/ ١٠٢٨).
(٣) انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٦/ ٢٤٩٨).
(٤) انظر: التفسير الكبير (٢٣/ ١٨٢)، وروح البيان (٦/ ١٥٦)، وروح المعاني (٩/ ٣٣٩).

<<  <   >  >>