للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

التعبير عن الصلاة بالركوع دليل على ركنيته فيها.

قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣)}

(البقرة: ٤٣)

١٦ - قال السعدي - رحمه الله -: (. . . وفيه أن الركوع ركن من أركان الصلاة لأنه عبّر عن الصلاة بالركوع، والتعبير عن العبادة بجزئها يدل على فرضيته فيها). ا. هـ (١)

الدراسة:

استنبط السعدي من هذه الآية ركنية الركوع ووجه ذلك أن الله عبر عن الصلاة بالركوع والتعبير عن الصلاة بالركوع الذي هو جزء منها يدل على أنه ركن فيها، ودلالة الآية عليه دلالة لزوم، حيث التعبير عن الصلاة بالركوع يلزم منه أنه ركن وإلا لم يعبر به، إذ لا يعبر عن الشيء إلا بما هو أصل فيه.

قال البغوي مؤيداً هذا الاستنباط: (قوله تعالى: {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣)} أي صلوا مع المصلين: محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وذكر بلفظ الركوع لأنه ركن من أركان الصلاة) (٢)، قال الجصاص عند ذكره فوائد هذه الآية: (. . . أحدهما: إيجاب الركوع، لأنه لم يعبر عنها بالركوع إلا وهو من فرضها. . .) (٣)

وذهب بعض المفسرين إلى معنى آخر وهو أن الركوع إنما خُص بالذكر هنا لأن اليهود وهم المخاطبون في الآية لم يكن في صلاتهم ركوع فذكر الركوع هنا احترازاً عن صلاتهم، قال ابن عاشور: (وقوله: {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣)} تأكيد لمعنى الصلاة لأن لليهود صلاة لا ركوع فيها فلكي لا يقولوا إننا نقيم صلاتنا دفع هذا التوهم بقوله تعالى: {وَارْكَعُوا مَعَ


(١) انظر: تفسير السعدي (٥١).
(٢) انظر: معالم التنزيل (١/ ٣٧).
(٣) انظر: أحكام القرآن للجصاص (١/ ٣٨).

<<  <   >  >>