للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ا. هـ (١).

الدراسة:

استنبط السعدي من هذه الآية وجوب صلاة الجماعة ووجه ذلك أن الله أمر بالركوع مع الراكعين وذلك يقتضي أن تكون جماعة، ووجه استنباط ذلك من الآية أن الله أمر بالركوع مع الراكعين، وهذا يلزم منه وجود جماعة إذ لا يكون الفرد جماعة، فدلالة الآية على وجوب الجماعة دلالة لزوم.

قال الشوكاني: (وقوله: {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣)} فيه الإرشاد إلى شهود الجماعة والخروج إلى المساجد. . .) (٢).

وقد وافق السعدي على هذا الاستنباط جمع من المفسرين منهم: الجصاص، والواحدي، والرازي، والقرطبي، وأبوحيان، والبقاعي، والنسفي. (٣)

ومما يقوي هذا الاستنباط كلمة "مع" في الآية فهي تقتضي الجمعية والمعية، قال أبوحيان: (. . . ويكون في قوله "مع" دلالة على إيقاعها في جماعة، لأن الأمر بإقامة الصلاة أوّلاً لم يكن فيها إيقاعها في جماعة) (٤)، كما أشار إلى ذلك ابن عطية، والقرطبي (٥).


(١) انظر: تفسير السعدي (٥١).
(٢) انظر: وفتح القدير (١/ ٩١).
(٣) انظر: أحكام القرآن للجصاص (١/ ٣٨)، والوجيز (١/ ١٠٢)، والتفسير الكبير (١/ ٤٢)، والجامع لأحكام القرآن (١/ ٣٨٨)، والبحر المحيط (١/ ٣٣٦)، ونظم الدرر (١/ ٣٣٥)، ومدارك التنزيل وحقائق التأويل (٤٩).
(٤) انظر: البحر المحيط (١/ ٣٣٦).
(٥) انظر: المحرر الوجيز (٨٢)، والجامع لأحكام القرآن (١/ ٣٨٨).

<<  <   >  >>