للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد وافق السعدي على هذا الاستنباط ابن القيم، فقال- في معرض كلامه عن أسرار سورة القيامة-: (ومن أسرارها أنها تضمنت التأني والتثبت في تلقي العلم وأن لا يحمل السامع شدة محبته وحرصه وطلبه على مبادرة المعلم بالأخذ قبل فراغه من كلامه بل من آداب الرب التي أدب بها نبيه صلى الله عليه وسلم أمره بترك الاستعجال على تلقي الوحي بل يصبر إلى أن يفرغ جبريل من قراءته ثم يقرأه بعد فراغه عليه فهكذا ينبغي لطالب العلم ولسامعه أن يصبر على معلمه حتى يقضي كلامه ثم يعيده عليه أو يسأل عما أشكل عليه منه ولا يبادره قبل فراغه) (١).

وهذا الأدب من أهم الآداب في تلقي العلم، وبامتثاله يحصل الطالب علماً نافعاً، وبحرمانه يفوت عليه علماً.

بيان النبي صلى الله عليه وسلم لمعاني القرآن.

قال تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (١٩)} (القيامة: ١٩)

٤٤٣ - قال السعدي - رحمه الله -: (وفيها أن النبي صلى الله عليه وسلم كما بين للأمة ألفاظ الوحي، فإنه قد بين لهم معانيه (٢)). ا. هـ (٣)


(١) انظر: التبيان في أقسام القرآن لابن القيم (١٤٩).
(٢) اختلف العلماء في المقدار الذي بيَّنه النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن لأصحابه: فمنهم مَن ذهب إلى القول بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيَّن لأصحابه كل معاني القرآن كما بيَّن لهم ألفاظه، وعلى رأس هؤلاء ابن تيمية. ومنهم مَن ذهب إلى القول بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُبيِّن لأصحابه من معاني القرآن إلا القليل، وعلى رأس هؤلاء: الخُويّبي والسيوطي. انظر: التفسير والمفسرون للذهبي (١/ ٤٩).
(٣) انظر: تفسير السعدي (٨٩٩).

<<  <   >  >>