للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

في سبيل الله، فأقتل، ثم أغزو، فأقتل، ثم أغزو، فأقتل) (١)، قال النووي: (وفيه: تمني الشهادة والخير) (٢)، كما أن ظاهر ترجمة البخاري تدل على أن هذا اختياره حيث قال: باب تمني الشهادة (٣).

لا يُترك الحق بسبب فقد رئيس ولو عَظُم.

قال تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (١٤٤)} (آل عمران: ١٤٤).

١٠٨ - قال السعدي - رحمه الله -: (وفي هذه الآية الكريمة إرشاد من الله تعالى لعباده أن يكونوا بحالة لا يزعزعهم عن إيمانهم أو عن بعض لوازمه، فقدُ رئيس ولو عظم، وما ذاك إلا بالاستعداد في كل أمر من أمور الدين بعدة أناس من أهل الكفاءة فيه، إذا فقد أحدهم قام به غيره، وأن يكون عموم المؤمنين قصدهم إقامة دين الله، والجهاد عنه، بحسب الإمكان، لا يكون لهم قصد في رئيس دون رئيس، فبهذه الحال يستتب لهم أمرهم، وتستقيم أمورهم) ا. هـ (٤)

الدراسة:

استنبط السعدي من هذه الآية أن فقد الرئيس ينبغي أن لا يكون


(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب تمني الشهادة، ح (٢٧٩٧) بلفظ (والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أُحيا. . .)، ومسلم في صحيحه، كتاب الإمارة، باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله، ح (١٨٧٦).
(٢) انظر: شرح النووي على مسلم (١٣/ ٢١).
(٣) انظر: صحيح البخاري ص (٤٦٣).
(٤) انظر: تفسير السعدي (١٥١).

<<  <   >  >>