للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الآية أن إبراهيم عجل بضيافة أضيافه ولم يتأخر عليهم، مما يدل على أن ذلك هو الأفضل في حق الضيف.

وقد وافق بعض المفسرين السعدي على هذا الاستنباط، قال الألوسي: (وتشعر الفاء بأنه عليه السلام بادر بالذهاب ولم يمهل وقد ذكروا أن من أدب المضيف أن يبادر بالقرى من غير أن يشعر به الضيف حذراً من أن يمنعه الضيف، أو يصير منتظراً) (١)، وممن قال بذلك من المفسرين أيضاً: الرازي، وأبوحيان، وابن كثير، والبيضاوي، وأبو السعود، والصاوي والشنقيطي. (٢)

الذبيحة التي أعدت لغير الضيف الحاضر إذا جعلت له ليس فيها إهانة.

قال تعالى: {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِلْمٍ سَمِينٍ (٢٦)} (الذاريات: ٢٦).

٤٠٥ - قال السعدي - رحمه الله -: (ومنها-أي من فوائد قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع الملائكة-: أن الذبيحة الحاضرة، التي قد أعدت لغير الضيف الحاضر إذا جعلت له، ليس فيها أقل إهانة، بل ذلك من الإكرام، كما فعل إبراهيم عليه السلام، وأخبر الله أن ضيفه مكرمون). ا. هـ (٣)


(١) انظر: روح المعاني (١٤/ ١٣).
(٢) انظر: التفسير الكبير (٢٨/ ١٨٣)، والبحر المحيط (٨/ ١٣٧)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (٧/ ٣٣٠٧)، وأنوار التنزيل (٣/ ٣٢٣)، وإرشاد العقل السليم (٦/ ١٣٧)، وحاشية الصاوي على الجلالين (٥/ ٣٤٧)، وأضواء البيان (٣/ ٣٠).
(٣) انظر: تفسير السعدي (٨١٠).

<<  <   >  >>