للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

إقرار السفيه والصغير والمجنون وتصرفهم غير صحيح.

قال تعالى: {فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ (٢٨٢)} (البقرة: ٢٨٢).

٨٢ - قال السعدي -رحمه الله-: (ومنها-أي فوائد الآية-: أن إقرار الصغير والسفيه والمجنون والمعتوه ونحوهم وتصرفهم غير صحيح، لأن الله جعل الإملاء لوليهم، ولم يجعل لهم منه شيئاً لطفًا بهم ورحمة، خوفاً من تلاف أموالهم) ا. هـ (١)

الدراسة:

استنبط السعدي من هذه الآية أن إقرار الصغير والسفيه والمجنون وتصرفهم غير صحيح، ووجه ذلك أن الله جعل الإملاء لوليهم، ودلالة الآية على ذلك بمفهوم المخالفة حيث إن إملال الولي عن مثل هؤلاء يدل مفهوم المخالفة له أن إقرارهم غير صحيح وإلا كان الإملال منهم.

الموافقون:

وافق السعدي على هذا الاستنباط بعض المفسرين، قال الخازن: (وعليه فهؤلاء كلهم لا يصح إقرارهم فلا بد من أن يقوم غيرهم مقامهم) (٢)، وممن قال به أيضاً: ابن العربي، والقرطبي، والسيوطي، وصديق حسن خان، والهرري (٣).


(١) انظر: تفسير السعدي (١١٨)، وفتح الرحيم للسعدي (١٤٣).
(٢) انظر: لباب التأويل (١/ ٢١٥).
(٣) انظر: أحكام القرآن لابن العربي (١/ ٢٧١)، والجامع لأحكام القرآن (٣/ ٣٧٠)، والإكليل (١/ ٤٥٠)، وفتح البيان (١/ ٤٠٨)، وتفسير حدائق الروح والريحان (٤/ ١٢٥).

<<  <   >  >>