للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

تتهيأ إلا بمعونته. . .)، وكذلك ابن بدران (١) (٢).

ومما يؤيد هذا الاستنباط ويؤكده أن ذكر الخاص بعد العام مع دخوله فيه له فائدة ومعنى، وفائدته هنا احتياج العبد لمعونة الله له على أداء العبادة كما يريد الله، ولو لم يكن هذا المعنى مراداً لم يكن تخصيص الاستعانة بالذكر هنا فائدة.

وهذا الاستنباط له فائدة كبيرة وهي معرفة رافد من أعظم روافد الإعانة على أداء العبادة وهو الاستعانة بالله، وكذلك فيه تنشيط للعبد بأداء العبادة والإقبال عليها بنشاط وهمة لأنه يشعر بأن الله معه يعينه ويسدده (٣).

الدعاء بالاهتداء إلى الصراط المستقيم من دلالات النبوة.

قال تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦)} (الفاتحة: ٦).

٤ - قال السعدي - رحمه الله -: (. . . وتضمنت إثبات النبوة في قوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦)} لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة). ا. هـ (٤).

الدراسة:

استنبط السعدي من هذه الآية دلالة من دلالات النبوة، ووجه


(١) انظر: نظم الدرر (١/ ٣٣)، وجواهر الأفكار (٤٠).
(٢) هو: عبدالقادر بن أحمد بن مصطفى الدومي ثم الدمشقي المعروف بابن بدران، فقيه أصولي مشارك في أنواع العلوم، له مؤلفات كثيرة منها: جواهر الأفكار ومعادن الأسرار المستخرجة من كلام العزيز الجبار، وشرح سنن النسائي، وغيرها، توفي عام ١٣٤٦ هـ. انظر:، الأعلام للزركلي (٤/ ١٦٢)، ومعجم المؤلفين (٥/ ٢٨٣).
(٣) انظر: صفوة الآثار والمفاهيم (١/ ١١٢).
(٤) انظر: تفسير السعدي (٣٩).

<<  <   >  >>