للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

شرعاً لأنّ الله لا يمثّل بما لا يَرضى شرعه) (١)، ولو كان في ذلك حرمة لجاء التنبيه عليه. والله أعلم.

الربيبة تحرم على زوج الأم ولو لم تكن في حجره.

قال تعالى: {وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ (٢٣)} (النساء: ٢٣).

١٤٤ - قال السعدي - رحمه الله -: (وقد قال الجمهور: إن قوله: {اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ} قيد خرج مخرج الغالب لا مفهوم له، فإن الربيبة (٢) تحرم ولو لم تكن في حجره ولكن للتقييد بذلك فائدتان:

إحداهما: فيه التنبيه على الحكمة في تحريم الربيبة وأنها كانت بمنزلة البنت فمن المستقبح إباحتها.

والثانية: فيه دلالة على جواز الخلوة بالربيبة وأنها بمنزلة من هي في حجره من بناته ونحوهن. والله أعلم) ا. هـ (٣)

الدراسة:

وافق السعدي في هذه الآية ما ذهب إليه جمهور المفسرين من أن القيد الذي ذكره الله في هذه الآية وهو كون الربيبة في الحجر لا مفهوم له؛ والمانع من اعتبار هذا المفهوم كونه خرج مخرج الغالب، وما خرج


(١) انظر: التحرير والتنوير (٤/ ٢٨٨).
(٢) الربيبة: بنت امرأة الرجل من غيره، قيل لها"ربيبة" لتربيته إياها. انظر: جامع البيان (٣/ ٤٦٣)، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج (٢/ ٣٤).
(٣) انظر: تفسير السعدي (١٧٤).

<<  <   >  >>