للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدراسة:

استنبط السعدي من هذه الآية مناسبة الجمع بين الخلق والأمر في الذكر، وأن مناسبة ذلك هو أن الإلزام بالأمر والنهي لا يكون إلا من الخالق، وكذلك الخلق فيه التدبير القدري الكوني، والأمر فيه التدبير الشرعي الديني، وفي ذلك بيان لعظمة الله وكبريائه.

وهذا الاستنباط فيه هدم لجميع المعبودات من دون الله؛ إذ لا يستحق العبادة إلا من كان له هذه العظمة والكبرياء، وهذا إنما هو لله الواحد القهار.

إخراج الكلام بطريقة الاستفهام لزيادة الاهتمام.

قال تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (١٧)} (طه: ١٧).

٣٢٣ - قال السعدي - رحمه الله -: (قال: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} هذا، مع علمه تعالى، ولكن لزيادة الاهتمام في هذا الموضع، أخرج الكلام بطريق الاستفهام). ا. هـ (١)

الدراسة:

استنبط السعدي من هذه الآية مناسبة إخراج الكلام هنا على طريقة الاستفهام، وأن ذلك لزيادة الاهتمام، أي الاهتمام بالعصا التي ستكون فيها معجزة بانقلابها إلى حية.

وقد أشار بعض المفسرين إلى هذا الاستنباط، قال البغوي: (قوله عز وجل: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} سؤال تقرير، والحكمة في هذا


(١) انظر: تفسير السعدي (٥٠٤).

<<  <   >  >>