للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإنه لو أبيح جميعه جميعهم جملة منثورة النظام لأدى ذلك إلى قطع الوصائل والأرحام والتهارش في الحطام. . .) (١).

النتيجة:

وسبب الخلاف هنا هو السياق فابن العربي يرى أن الآية جاءت في سياق الاعتبار فلا تدل على هذه القاعدة، وأما من رأى أن السياق سياق اعتبار وانتفاع فيرى أن في الآية دلالة

على هذه القاعدة حيث أن الله أخبر بأنه خلقه لنا على وجه المنة علينا، وأبلغ وجوه المنة إطلاق الانتفاع فثبتت الإباحة (٢).

وعند التأمل نجد أن السياق سياق اعتبار وانتفاع كما قرر ذلك بعض المفسرين قال ابن الجوزي: (. . . فبعضه للانتفاع وبعضه للاعتبار. . .) (٣)، وذكر هذا أيضاً: البيضاوي والألوسي (٤)، وأشار إليه السعدي عند ذكره لهذا الاستنباط، فلا تعارض بين الأمرين حتى يكون أحدهما مانعاً من استنباط هذه القاعدة من هذه الآية، وبناء على ذلك فالآية يستنبط منها هذه القاعدة الأصولية قال ابن بدران: (. . . والذي تقتضيه الآية: أن الله خلق لنا ما في الأرض جميعاً وإذا كان مخلوقاً لنا والله تعالى ذكره في معرض النعم التي عمت المكلفين بأسرهم فيكون مباحاً لنا إلا أن يأتي بيان من الشرع يمنع شيء منه فإننا نتركه عملاً بذلك البيان. . .) (٥).


(١) انظر: أحكام القرآن لابن العربي (١/ ٢٠).
(٢) انظر: غمز عيون البصائر شرح الأشباه والنظائر للحموي (١/ ٢٠٩).
(٣) انظر: تفسير السعدي (٤٦).
(٤) انظر: زاد المسير (٥٢)، وروح المعاني (١/ ٢١٥)، وأنوار التنزيل وأسرار التأويل (١/ ٤٨).
(٥) انظر: جواهر الأفكار (١٤٩).

<<  <   >  >>