للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

هُدَايَ فَلَا خَيْرٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٣٨)} (البقرة: ٣٨).

١٣ - قال السعدي - رحمه الله - (. . . كرر الإهباط، ليرتب عليه ما ذكر وهو قوله: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدَى}) ا. هـ (١)

الدراسة:

استنبط السعدي من هاتين الآيتين سر تكرار الأمر بالإهباط ورأى أن السبب في هذا التكرار هو اختلاف المتعلق بهما فالهبوط الأوّل علّق به العداوة، والثاني علّق به إتيان الهدى كما هو ظاهر عبارة السعدي وإن كانت مختصرة وهذا أحد التوجيهات التي نص عليها كثير من المفسرين في بيان سبب هذا التكرار (٢).

وقد وافقه على هذا ابن كثير فقال: (وذكر هذا الإهباط الثاني لما تعلق به ما بعده من المعنى المغاير للأول، وزعم بعضهم أنه تأكيد وتكرير، كما تقول: قم قم، وقال آخرون: بل

الإهباط الأول من الجنة إلى السماء الدنيا، والثاني من سماء الدنيا إلى الأرض، والصحيح الأول) (٣).

الثاني من توجيهات سبب التكرار ما قاله الكرماني (٤) أن سبب التكرار هو أن الأول من الجنة والثاني من السماء فقال في ذلك: (. . .


(١) انظر: تفسير السعدي (٥٠).
(٢) انظر: الجامع لأحكام القرآن (١/ ٣٦٨)، واللباب في علوم الكتاب (١/ ٥٧٨)، وأنوار التنزيل وأسرار التأويل (١/ ٥٥)، والمحرر الوجيز (٧٩)، والبحر المحيط (١/ ٣٢٠)، ومدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي (٤٨)، وزاد المسير (٥٦).
(٣) انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير (١/ ٢٤٧).
(٤) هو: أبو القاسم محمود بن حمزة بن نصر الكرماني المعروف بتاج القراء، أحد العلماء الفقهاء النبلاء، صاحب التصانيف والفضل، كان عجباً في دقة الفهم وحسن الاستنباط، لم يفارق وطنه ولا رحل، وكان في حدود الخمسمائة وتوفي بعدها. صنف لباب التفاسير، والبرهان في معاني متشابه القرآن، والإنجاز في النحو. انظر: معجم الأدباء لياقوت الحموي (١٩/ ١٢٥)، وغاية النهاية لابن الجزري (٢/ ٢٩١).

<<  <   >  >>