للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدراسة:

استنبط السعدي من هذه الآية قاعدة أصولية وهي قاعدة سد الذرائع، ووجه ذلك أن الله نهى المؤمنين عن قول كلمة "راعنا" مع جوازها في الأصل ولكن مُنع المؤمنون من هذه الكلمة لأن فيها تشابهاً مع المعنى الفاسد الذي يقصده اليهود.

الموافقون:

وقد وافق السعدي على هذا الاستنباط بعض المفسرين، قال ابن عاشور: (وقد دلت هذه الآية على مشروعية أصل من أصول الفقه وهو من أصول المذهب المالكي يلقب بسد الذرائع

وهي الوسائل التي يتوسل بها إلى أمر محظور) (١)، وقال ابن القيم: (. . . الوجه الرابع: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا} نهاهم سبحانه أن يقولوا هذه الكلمة - مع قصدهم بها الخير - لئلا يكون قولهم ذريعة إلى التشبه باليهود في أقوالهم وخطابهم؛ فإنهم كانوا يخاطبون بها النبي صلى الله عليه وسلم ويقصدون بها السب، ويقصدون فاعلا من الرعونة، فنهى المسلمون عن قولها؛ سداً لذريعة المشابهة، ولئلا يكون ذلك ذريعة إلى أن يقولها اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم تشبها بالمسلمين يقصدون بها غير ما يقصده المسلمون) (٢)، وممن أشار إلى هذا الاستنباط من المفسرين أيضاً: ابن عطية، والقرطبي، وحقي (٣)، كما قرر ذلك الشاطبي. (٤)

المخالفون:

خالف في استنباط هذه القاعدة من الآية ابن حزم، فقال: (وقد


(١) انظر: التحرير والتنوير (١/ ٦٥٢).
(٢) انظر: أعلام الموقعين (٣/ ١١٠).
(٣) انظر: المحرر الوجيز (١١٩)، والجامع لأحكام القرآن (٢/ ٥٦)، وروح البيان (١/ ١٩٧).
(٤) انظر: الموافقات (٣/ ٧٦).

<<  <   >  >>