للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الموافقون:

وقد وافق السعدي على هذا الاستنباط بعض المفسرين، قال الجصاص: (. . . وفي هذه الآية دلالة على صحة إجماع الأمة من وجهين: أحدهما: وصفه إياها بالعدالة وأنها خيار، وذلك يقتضي تصديقها والحكم بصحة قولها وناف لإجماعها على الضلال، والوجه الآخر قوله: {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} بمعنى الحجة عليهم، كما أن الرسول لما كان حجة عليهم وصفه بأنه شهيد عليهم، ولما جعلهم الله تعالى شهداء على غيرهم فقد حكم لهم بالعدالة وقبول القول؛ لأن شهداء الله تعالى لا يكونون كفارا ولا ضلالا، فاقتضت الآية أن يكونوا شهداء في الآخرة على من شاهدوا في كل عصر بأعمالهم دون من مات قبل زمنهم، كما جعل النبي صلى الله عليه وسلم شهيداً على من كان في عصره) (١)، وممن قال به أيضاً من المفسرين: السمعاني، والقرطبي، والبيضاوي، والسيوطي، والقاسمي (٢).

المخالفون:

خالف في ذلك بعض المفسرين وقالوا إن الآية غاية ما تدل عليه فضيلة هذه الأمة جمعاء فلا دلالة فيها البتة على نفي أو إثبات الإجماع، قال الألوسي: (. . . على أن من نظر بعين الإنصاف لم ير في الآية أكثر من دلالتها على أفضلية هذه الأمة على سائر الأمم، وذلك لا يدل على حجية إجماع ولا عدمها) (٣)، وممن قال به أيضاً من المفسرين: الطوفي، وابن عاشور. (٤)


(١) انظر: أحكام القرآن للجصاص (١/ ١٠٧).
(٢) انظر: وقواطع الأدلة للسمعاني (١/ ٤٦٣)، والجامع لأحكام القرآن (٢/ ١٥٢)، وأنوار التنزيل (١/ ٩١)، وحاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٤١٢)، والإكليل (١/ ٣٢٤)، ومحاسن التأويل (١/ ٤٦١).
(٣) انظر: روح المعاني (٢/ ٤).
(٤) انظر: الإشارات الإلهية (١/ ٢٩٥)، والتحرير والتنوير (٢/ ١٩).

<<  <   >  >>