للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

المسجد في الاعتكاف ضعيف؛ فذكر المساجد إنما هو لأن الاعتكاف غالباً لا يكون إلاَّ فيها لا أن ذلك شرط في الاعتكاف)، كما أشار إلى ذلك واستحسنه ابن بدران. (١)

النتيجة:

وما ذهب إليه السعدي ومن وافقه في هذا الاستنباط هو الصحيح، لأنه هو المفهوم من هذه الآية، ويؤيد هذا المفهوم إجماع العلماء، قال القرطبي: (أجمع العلماء على أن الاعتكاف لا يكون إلا في المسجد) (٢)، وقال ابن جزي الكلبي: (وفيه أيضاً دليل على أن الاعتكاف لا يكون إلا في المساجد لا في غيرها خلافاً لمن أجازه في غيرها من مفهوم الآية). (٣)

ومما يؤيد هذا الاستنباط أن النبي صلى الله عليه وسلم بين كيفيته ومكانه، بل كان مكان اعتكاف نساءه المسجد ولو كان يصح في أي مكان لأرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم

كما بين مكان صلاة المرأة وأن بيتها أفضل، ولو كان مجرد اللبث اعتكاف لكان المعتكفون كثر كل في مكانه وهذا خلاف ما في القرآن والسنة (٤).

وأما ما قاله أبوحيان من أن ذكر المساجد هنا من باب الغالب، فلا يصح لأن ذكرها هنا من باب بيان خصوصية هذا الحبس فالاعتكاف لغة الحبس ولبيان خصوصيته وأنه مرتبط بالمسجد ذكرت معه المساجد (٥).


(١) انظر: البحر المحيط (٢/ ٦٠)، وجواهر الإفكار (٥٢٣).
(٢) انظر: الجامع لأحكام القرآن (٢/ ٣٣١).
(٣) انظر: التسهيل لعلوم التنزيل (١/ ٩٩).
(٤) انظر: فتح البيان (١/ ٣٧٨).
(٥) انظر: نظم الدرر (٢/ ٩٠).

<<  <   >  >>