للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والهرري (١).

بينما ذهب بعض المفسرين إلى وجه آخر، وقالوا إن سبب التخصيص هو أن الحج من أعظم ما يطلب ميقاته وأشهره بالأهلة قال أبوحيان: (ولما كان الحج من أعظم ما يطلب ميقاته وأشهره بالأهلة، أفرد بالذكر) (٢)، وممن قال بذلك أيضاً ابن عادل الحنبلي (٣).

وذهب بعض المفسرين إلى وجه آخر وهو أن مناسبة التخصيص بيان أن الحج مقصور في أشهره المعروفة لا يجوز نقله عنها كما كانت العرب تفعل ذلك، قال القفال (٤): (إفراد الحج بالذكر لبيان أن الحج مقصور على الأشهر التي عينها الله تعالى لفرض الحج، وأنه لا يجوز نقل الحج عن تلك الأشهر لأشهر أخر، إنما كانت العرب تفعل ذلك في النسيء) (٥)، وممن قال بذلك أيضاً: الرازي، والخازن، وابن العربي (٦).

النتيجة:

أن فائدة تخصيص الحج بالذكر هو لما يترتب عليه من الأوقات في أداءه وقضاءه وكذلك ما يترتب عليه من معاملات الناس حسب اتفاقهم،


(١) انظر: وأنوار التنزيل (١/ ١٠٨)، وإرشاد العقل السليم (١/ ٢٠٣)، وروح المعاني (٢/ ٧١)، وتفسير حدائق الروح والريحان (٣/ ١٨٢).
(٢) انظر: البحر المحيط (٢/ ٧٠).
(٣) انظر: اللباب في علوم الكتاب (٣/ ٣٣٤).
(٤) هو: أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل الإمام الشَّاشي الفقيه الشافعي المعروف بالقفال الكبير، كان إمام عصره، فقيهاً، محدثاً، مفسراً، أصولياً، لغوياً، شاعراً.، لم يكن للشافعية بما وراء النهر مثله في وقته.، صنف في التفسير والأصول والفقه، ومن تصانيفه: دلائل النبوة، ومحاسن الشريعة، مولده سنة إحدى وتسعين ومائتين ومات سنة خمس وستين وثلاثمائة. انظر: سير أعلام النبلاء (١٦/ ٢٨٣)، وطبقات المفسرين (٢/ ١٩٦).
(٥) انظر: البحر المحيط (٢/ ٧٠)، والتقسير الكبير (٥/ ١٠٦).
(٦) انظر: التفسير الكبير (٥/ ١٠٦)، ولباب التأويل (١/ ١٢٠)، وأحكام القرآن لابن العربي (١/ ١١٢).

<<  <   >  >>