للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وممن قال بذلك من المفسرين أيضاً: البغوي، وابن العربي، والرازي، والقرطبي، وابن كثير، والبيضاوي، وأبو السعود، وابن عاشور. (١)

المخالفون:

خالف بعض المفسرين في هذا الاستنباط وقالوا لا دلالة في الآية على وجوب الترتيب، قال الألوسي: (وزعم بعضهم أن إفادة النظم للترتيب لأنه لو لم يرد ذلك لأوجب تقديم الممسوح أو تأخيره عن المغسول، ولأنهم يقدمون الأهم فالأهم، وفيه نظر لأن قصارى ما يدل عليه النظم أولوية الترتيب ونحن لا ننكر ذلك) (٢)، وممن قال بذلك أيضاً من المفسرين: الجصاص، وإلكيا الهراسي، والطوفي. (٣)

النتيجة:

ما ذهب إليه السعدي ومن وافقه في استنباط وجوب الترتيب بين أعضاء الوضوء من هذه الآية هو الصحيح؛ لأنه أدخل ممسوحاً بين مغسولين وقطع النظير عن نظيره ولو أريد الجمع المطلق لكان المناسب أن يذكر المغسولات متسقة في النظم والممسوح بعدها فلما عدل إلى ذلك دل على وجوب ترتيبها على الوجه الذي ذكره الله؛ لأن إهمال الترتيب في الكلام مستقبح فوجب تنزيه كلام الله عنه، وتنزيهه هنا بأن الترتيب بين أعضاء الوضوء مقصود فلأجله أهمل الترتيب في الكلام، كما أن الترتيب المعتبر في الحس أن يبدأ من الرأس نازلاً إلى القدم، أو من القدم صاعداً


(١) انظر: معالم التنزيل (٢/ ١٣)، وأحكام القرآن لابن العربي (٢/ ٤٥)، والتفسير الكبير (١١/ ١٢٢)، والجامع لأحكام القرآن (٦/ ٩٨)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (٣/ ١١٢٢)، وأنوار التنزيل (١/ ٤٢٢)، وإرشاد العقل السليم (٢/ ٢٤٢)، والتحرير والتنوير (٦/ ١٣٠).
(٢) انظر: روح المعاني (٣/ ٢٥٢).
(٣) انظر: أحكام القرآن للجصاص (٢/ ٤٥١ - ٤٥٥)، وأحكام القرآن للهراسي (٣/ ٥١)، والإشارات الإلهية (٢/ ٩٦).

<<  <   >  >>