للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الوجه قبل مسح اليدين) ا. هـ (١)

الدراسة:

استنبط السعدي من هذه الآية اشتراط الترتيب بين أعضاء التيمم، ووجه استنباط ذلك من الآية أن الله بدأ بذكر مسح الوجه قبل اليد، مع أن اليد قبل الوجه في الترتيب الطبيعي، وهي قبله في الوضوء، فتقديم الوجه في آيتي التيمم يدل على أن الترتيب مقصود، خصوصاً إذا علمنا أن ترك الترتيب لابد أن يكون لمعنى.

وقد وافق السعدي في هذا الاستنباط بعض المفسرين منهم الشافعي (٢)، مستدلين بتقديم الوجه على اليدين في آيتي التيمم.

المخالفون:

خالف بعض المفسرين في هذا الاستنباط، وقالوا إن الآية فيها دلالة على عدم وجوب الترتيب، قال الجصاص: (دلالة قوله تعالى: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ} على نفي إيجاب الترتيب). . . دلالة قوله تعالى: {وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ} على أن المقصد حصول الطهارة على أي وجه حصلت من ترتيب أوغيره) (٣)، وممن قال بذلك من المفسرين: محمد رشيد رضا (٤)


(١) انظر: تفسير السعدي (٢٢٤).
(٢) انظر: مختصر المزني (١٠).
(٣) انظر: أحكام القرآن للجصاص (٢/ ٤٩٥).
(٤) انظر: تفسير المنار (٥/ ١٠٩).

<<  <   >  >>