للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٢٩ - قال السعدي - رحمه الله -: (وكأن الإتيان بهذه الآية الكريمة فيه نوع احتراز مما تقدم، فإنه تعالى ذكر فيما تقدم جملة من معايب بني إسرائيل، المنافية للكمال المناقضة للهداية، فربما توهم متوهم أن هذا يعم جميعهم، فذكر تعالى أن منهم طائفة مستقيمة هادية مهدية). ا. هـ (١)

الدراسة:

استنبط السعدي مناسبة الإتيان بهذه التي فيها ذكر قوم مهتدين من قوم موسى، بعد أن ذكر معايب لقوم موسى، وأن مناسبة ذلك دفع التوهم بأن المعايب تعمهم بل هناك منهم من هو مؤمن، ومتبع للحق.

قال ابن عاشور: (قصد به الاحتراس لئلا يتوهم أن ذلك قد عمله قوم موسى كلُّهُم) (٢)، وممن قال بذلك من المفسرين: أبوحيان، والألوسي (٣).

وقال بعض المفسرين إن مناسبة ذلك هي: أن الله لما ذكر كتابته للرحمة لمن يتبع محمداً صلى الله عليه وسلم من قوم موسى، ووصفهم بأنهم هم المفلحون، ذكر هنا حال خواص أتباع موسى عليه السلام الذين كانوا متبعين له حق الاتباع وأن الرحمة ليست خاصة بمتبعي محمد صلى الله عليه وسلم، بل هي كذلك لمتبعي موسى عليه السلام، وممن قال بذلك: الهرري (٤).

وأشار البيضاوي إلى وجه آخر لهذه المناسبة فقال: (أتبع ذكرهم ذكر أضدادهم على ما هو عادة القرآن تنبيهاً على أن تعارض الخير والشر وتزاحم أهل الحق والباطل أمر مستمر) (٥).


(١) انظر: تفسير السعدي (٣٠٦).
(٢) انظر: التحرير والتنوير (٩/ ١٤٢).
(٣) انظر: البحر المحيط (٤/ ٤٠٤)، وروح المعاني (٥/ ٧٩).
(٤) انظر: تفسير حدائق الروح والريحان (١٠/ ١٦٠).
(٥) انظر: أنوار التنزيل (١/ ٥٧٧).

<<  <   >  >>