للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مفهوم، حيث إن الزيادة على ذلك نافعة، مستدلين على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: (سأزيده على السبعين) (١)، وهذا فيه دلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم فهم أن العدد هنا له مفهوم (٢).

النتيجة:

ما ذهب إليه السعدي ومن وافقه هو الصحيح؛ لأن من موانع اعتبار مفهوم المخالفة أن يأتي الكلام على وجه المبالغة والتأكيد، فما جاء لأجل التوكيد فلا مفهوم له، قال الطوفي: (أما هذا الموضع بعينه فلم يرد به المفهوم؛ لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لو أعلم أني إن زدت على السبعين عفر لهم لزدت) (٣)، وإنما خرج مخرج المبالغة والتكثير؛ لأن العرب لهجت بالسبعين كثيراً حتى تداولوها في معرض التكثير) (٤).

وأما ما استدل به أصحاب القول بالمفهوم، فأجاب عنه ابن عاشور بقوله: (وأمّا ما رواه البخاري من حديث أنس بن عياض وأبي أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: " وسأزيد على السبعين " فهو توهم من الراوي لمنافاته روايةَ عمرَ بن الخطاب، وروايةُ عمَر أرجح لأنّه صاحب القصّة، ولأنّ تلك الزيادة لم تُرو من

حديث يحيى بن سعيد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عند الترمذي وابن ماجة والنسائي) (٥)، وقال الجصاص: (وهذا خطأ من راويه) (٦).


(١) انظر: أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: (استفعر لهم أولا تستغفر لهم. . .)، ح (٤٦٧٠)، ومسلم في صحيحه، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب صفات المنافقين وأحكامهم، ح (٢٧٧٤).
(٢) انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٣/ ١٦٨٨).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: (استفعر لهم أولا تستغفر لهم. . .)، ح (٤٦٧١)، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر، ح (٢٤٠٠).
(٤) انظر: الإشارات الإلهية (٢/ ٢٨٢).
(٥) انظر: التحرير والتنوير (١٠/ ٢٧٨).
(٦) انظر: أحكام القرآن للجصاص (٣/ ١٨٥).

<<  <   >  >>