للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وممن قال بذلك من المفسرين أيضاً: الخليل، وسيبويه، والزجاج، وابن عطية، وأبو حيان، والبيضاوي. (١)

المخالفون:

خالف بعض المفسرين في ذلك، فقالوا إن مناسبة الإتيان بكل هنا هو أنه من المحتمل أن يكون الذي سجد بعضهم فذكر"كلهم"ليزول الإشكال، ثم كان يحتمل أنهم سجدوا في أوقات مختلفة فزال ذلك الإشكال بقوله"أجمعون" ليؤكد بذلك كله أنهم سجدوا جميعاً وفي وقت واحد، وممن قال بذلك من المفسرين: المبرد، والفراء (٢).

النتيجة:

وما ذهب إليه الفراء والمبرد هو الصحيح؛ لأن هذا هو المناسب لبلاغة القرآن، قال الألوسي: (فالحق في المسألة مع الفراء، والمبرد وذلك هو الموافق لبلاغة التنزيل) (٣)، كما أن التأسيس أولى من التأكيد.

وقد اعترض أصحاب القول الأول بأن أجمعين معرفة فلا يكون حالاً، قال البيضاوي: (وقيل أكد بالكل للإِحاطة وبأجمعين للدلالة على أنهم سجدوا مجتمعين دفعة، وفيه نظر إذ لو كان الأمر كذلك كان الثاني حالاً لا تأكيداً) (٤)، وأجاب عن ذلك أبو السعود بقوله: ({فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ} أي فخلقه فسواه فنفخ فيه الروح فسجد الملائكة {كُلُّهُمْ} بحيث لم يشذ منهم أحد {أَجْمَعُونَ} بحيث لم يتأخر في ذلك أحد


(١) انظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج (٣/ ١٧٩)، والمحرر الوجيز (١٠٧١)، ودرج الدرر (٣/ ١٠٥٦)، والتفسير الكبير (١٩/ ١٤٥)، البحر المحيط (٥/ ٤٤٢)، وأنوار التنزيل (٢/ ٢٣٩).
(٢) انظر: التفسير الكبير (١٩/ ١٤٥)، وروح المعاني (٧/ ٢٨٩).
(٣) انظر: روح المعاني (٧/ ٢٩٠)، وانظر كذلك: حاشية الشهاب على البيضاوي (٥/ ٥١٣).
(٤) انظر: أنوار التنزيل (٢/ ٢٣٩).

<<  <   >  >>