للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليه السلام، مات وليس بحي إلى الآن؛ لأنه بشر، سواء كان وليًا أو نبيًا أو رسولا وقد قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلَكَ الْخُلْدَ}) (١)، وقال الجزائري-في ذكره فوائد هذه الآية-: (إبطال ما شاع من أن الخضر حيَّ مخلد لا يموت لنفيه تعالى ذلك عن كل البشر) (٢)، وممن قال بذلك من المفسرين أيضاً: البخاري، وابن العربي، وابن الجوزي، والشنقيطي (٣).

المخالفون:

خالف في ذلك بعض المفسرين، وقالوا إن الخضر حي، وقالوا إن عموم الآية لا يشمل الخضر، وممن قال بذلك: القرطبي، وابن الصلاح، والنووي، والألوسي. (٤)

النتيجة:

ما ذهب إليه السعدي ومن وافقه هو الصحيح، فالآية تدل على أن الخضر قد مات، وهو ظاهر عموم قوله: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلَكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (٣٤)}، فقوله " لبشر " نكرة في سياق النفي فهي تعم كل بشر من قبله، والخضر بشر من قبله، فلو كان شرب من عين الحياة وصار حياً خالداً إلى يوم القيامة لكان الله قد جعل لذلك البشر الذي هو الخضر من قبله الخلد (٥).

ومما يؤيد هذا الاستنباط ما رواه عبد الله بن عمر قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته، فلما سلم قال فقال:


(١) انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٥/ ٢٣١٥).
(٢) انظر: أيسر التفاسير (٣/ ٤١٣).
(٣) انظر: بدائع التفسير الجامع لتفسير ابن القيم (٢/ ١٩٦)، والجامع لأحكام القرآن (١١/ ٤٠ - ٤١)، وأضواء البيان (٤/ ١٦٤)، وفتح البيان (٤/ ٢٣٦).
(٤) انظر: الجامع لأحكام القرآن (١١/ ٤٠)، وروح المعاني (٨/ ٣٠٢)، وأضواء البيان (٤/ ١٦٣).
(٥) انظر: أضواء البيان (٤/ ١٦٤).

<<  <   >  >>