للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

المفسرين أيضاً: البقاعي، والهرري (١).

وأشار بعض المفسرين إلى استنباطات أخرى لمعنى هذه المناسبة، فمنهم من قال: لما كانت استدامة الليل أشق من استدامة النهار لأن النوم الذي هو أجل الغرض فيه شبيه الموت والابتغاء من فضل الله تعالى الذي هو بعض فوائد النهار شبيه بالحياة قيل في الأول أفلا تسمعون أي سماع فهم وفي الثاني أفلا تبصرون أي ما أنتم عليه من الخطأ ليطابق كل من التذييلين الكلام السابق من التشديد والتوبيخ (٢).

ومنهم من قال: لاعتبار الأولية والآخرية ذيلت الآية الأولى بقوله تعالى: {أَفَلَا تَسْمَعُونَ} بناءً على أن المعنى أفلا تسمعون ممن سلف من آبائكم أو مما سلف منا أن آلهتكم لا تقدر على مثل ذلك والثانية بقوله سبحانه: {أَفَلَا تُبْصِرُونَ} بناءً على أن المعنى أفلا تبصرون أنتم عجزها عن مثل ذلك (٣).

ومنهم من قال: وناسب السمع دليل فرض سرمدة الليل لأن الليل لو كان دائماً لم تكن للناس رؤية فإن رؤية الأشياء مشروطة بانتشار شيء من النور على سطح الجسم المرئي، فالظلمة الخالصة لا تُرى فيها المرئيات، ولذلك جيء في جانب فرض دوام الليل بالإنكار على عدم سماعهم، وجيء في جانب فرض دوام النهار بالإنكار على عدم إبصارهم (٤).


(١) انظر: تفسير حدائق الروح والريحان (٢١/ ٢٦١).
(٢) انظر: روح المعاني (١٠/ ٣١٤).
(٣) انظر: روح المعاني (١٠/ ٣١٤).
(٤) انظر: التحرير والتنوير (٢٠/ ١٧١).

<<  <   >  >>