للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأعمام والأخوال كذلك) (١)، وممن قال بذلك من المفسرين أيضاً: الرازي، وأبو السعود، والألوسي (٢).

وذهب عكرمة، والشعبي إلى أن عدم ذكر الأعمام والأخوال لأنهما قد يصفان ذلك لبنيهما (٣).

وذكر بعض المفسرين وجهاً آخر وهو أن عدم ذكر الأخوال والأعمام لأنهما يجريان مجرى الوالدين، قال البيضاوي: (وإنما لم يذكر العم والخال لأنهما بمنزلة الوالدين ولذلك سمى العم أبا في قوله {وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا}) (٤).

والذي يظهر والله أعلم أن القول بأن عدم ذكر الأعمام والأخوال هنا إما لأنهما بمنزلة الوالدين، أو لدخولهما بطريقة الأولى، وكلا الأمرين محتمل.

أما ما ذهب إليه عكرمة والشعبي من أن عدم ذكر هنا لأجل أن لا يصفان ذلك لبنيهما، فضعيف، قال الشوكاني- بعد ذكره لهذا القول-: (وهذا ضعيف جدّاً، فإن تجويز وصف المرأة لمن تحلّ له ممكن من غيرهما ممن يجوز له النظر إليها، لا سيما أبناء الإخوة، وأبناء الأخوات) (٥)، وقد ضعف هذا الوجه كذلك الألوسي (٦).


(١) انظر: التحرير والتنوير (٢٢/ ٩٦).
(٢) انظر: التفسير الكبير (٢٥/ ١٩٥)، وإرشاد العقل السليم (٥/ ٢٣٧)، وروح المعاني (١١/ ٢٥٢).
(٣) انظر: جامع البيان (١٠/ ٣٢٨).
(٤) انظر: أنوار التنزيل (٣/ ٩٤)، وانظر كذلك: معاني القرآن وإعرابه للزجاج (٤/ ٢٣٦).
(٥) انظر: فتح القدير (٤/ ٢٩٨)، وانظر كذلك: حاشية الشهاب على البيضاوي (٧/ ٥٠٩).
(٦) انظر: روح المعاني (١١/ ٢٥٢).

<<  <   >  >>