للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ينافي كروية الجسم الصغير جدًا، الذي لو سطح لم يبق له استدارة تذكر، وأما جسم الأرض الذي هو في غاية الكبر والسعة، فيكون كرويًا مسطحًا، ولا يتنافى الأمران، كما يعرف ذلك أرباب الخبرة). ا. هـ (١)

الدراسة:

استنبط السعدي من هذه الآية أن كروية الأرض لا ينافي تسطيحها، ووجه ذلك أن الجسم الكبير يكون كروياً مسطحاً فلا تنافي لإمكانية الجمع بينهما إذ الجسم الكبير قد يكون كروياً مسطحاً، وإنما التنافي يكون في الجسم الصغير فلا تجتمع فيه الكروية والتسطيح.

الموافقون:

وقد وافق السعدي على هذا الاستنباط بعض المفسرين، قال الألوسي: (ولا ينافي ذلك القول بأنها قريبة من الكرة الحقيقية لمكان عظمها) (٢)، وممن قال بذلك من المفسرين أيضاً: الرازي، وحقي، والعثيمين، وعطية محمد سالم (٣).

المخالفون:

خالف بعض المفسرين في هذا الاستنباط وقالوا إن الآية دالة على أن الأرض مسطحة وليست كروية، قال جلال الدين المحلي: (وقوله {سُطِحَتْ} ظاهر في أن الأرض سطح، وعليه علماء الشرع، لا كرة كما قاله أهل الهيئة وإن لم ينقض ركناً من أركان الشرع) (٤)، وممن أشار


(١) انظر: تفسير السعدي (٩٢٢).
(٢) انظر: روح المعاني (١٥/ ٣٢٩).
(٣) انظر: التفسير الكبير (٣١/ ١٤٤)، وروح البيان (١٠/ ٤٢٤)، وتفسير القرآن الكريم للعثيمين جزء عم (١٨٣)، وتتمة أضواء البيان (٩/ ٢٠٢).
(٤) انظر: تفسير الجلالين (٦٠٣).

<<  <   >  >>