للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"ثبت ذلك للشهداء، ولا شك أن الأنبياء أرفع رتبة من الشهداء، وورد التصريح بأن الشهداء ممن استثنى اللَّه" (١)، هذا في حق الشهداء أما غيرهم فقال شيخ الإسلام: "أما الاستثناء فهو متناوِلٌ لمن دخل في الجنة من الحور العين، فإن الجنة ليس فيها موت، ومتناوِلٌ لغيرهم، ولا يمكن الجزم بكل من استثناه اللَّه؛ فإن اللَّه أطلق في كتابه، وقد ثبت في الصحيح أن النبي قال: "إن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق، فأجد موسى آخذا بساق العرش، فلا أدري هل أفاق قبلي، أم كان ممن استثناه اللَّه". . . وبكل حال النَّبِيُّ قد توقف في موسى، وهل هو داخل في الاستثناء فيمن استثناه أم لا، فإذا كان النبي لم يخبر بكل من استثنى اللَّه لم يمكنا نحن أن نجزم بذلك، وصار هذا مثل العلم بوقت الساعة، وأعيان الأنبياء، وأمثال ذلك مما لم يخبر به، وهذا العلم لا ينال إلا بالخبر واللَّه أعلم وصلى اللَّه على محمد وآله وصحبه وسلم" (٢).

ونص ابن القيم رحمه اللَّه على الأقوال في المسألة فقال: "قيل هم الشهداء هذا قول أبي هريرة وابن عباس وسعيد بن جبير.

وقيل هم جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وهذا قول مقاتل وغيره.


(١) فتح الباري (٦/ ٤٤٤).
(٢) مجموع الفتاوى (٤/ ٢٦٠)، ومثله القرطبي في تفسيره (١٥/ ٢٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>