للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بها الطريقة الشرعية، أو قد تستباح ونحو ذلك، وعلى هذا تكون العقوبة والهلاك الذي يحصل في الأمة في آخر الزمان، قال الشاطبي: "إن مدارك تلك الأحاديث على بضع عشرة خصلة، يمكن ردها إلى أصول هي كلها أو غالبها بدع، وهي قلة العلم وظهور الجهل، والشح وقبض الأمانة، وتحليل الدماء والزنا والحرير والغناء والربا والخمر، وكون المغنم دولًا، والزكاة مغرمًا، وارتفاع الأصوات في المساجد، وتقديم الأحداث ولعن آخر الأمة أولها، وخروج الدجالين، ومفارقة الجماعة" (١)، ثم قال: "فالحاصل أن أكثر الحوادث التي أخبر بها النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من أنها تقع وتظهر وتنتشر، أمور مبتدعة على مضاهاة التشريع، لكن من جهة التعبد، لا من جهة كونها عادية، وهو الفرق بين المعصية التي هي بدعة، والمعصية التي هي ليست ببدعة، وأن العاديات من حيث هي عادية لا بدعة فيها، ومن حيث يتعبد بها أو توضع وضع التعبد تدخلها البدعة" (٢).

ومن هنا قال الإمام مالك مقالته المشهورة: "السنة سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق" (٣)، قال شيخ الإسلام: "سبب ظهور


(١) الاعتصام (٤٠١)، وانظر هذه وما ورد في ذلك من النصوص الشرعية كتب الفتن، ككتاب الفتن لنعيم، وكتاب السنن الواردة في الفتن لأبي عمرو الداني، ورسالة المعاصي وآثارها على الفرد والمجتمع.
(٢) الاعتصام (٤١٦).
(٣) انظر منهج الإمام مالك في العقيدة (٩٠)، وأخرجه كذلك الخطيب في تاريخه (٧/ ٣٣٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١٤/ ٩)، وذكره السيوطي في مفتاح الجنة =

<<  <  ج: ص:  >  >>