للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن: عمر بن عبد العزيز كان عادلا، وأن الحجاج كان ظالما" (١).

ومن أفعاله ما جعل بعض علماء عصره يكفره، قال ابن عبد البر: "كان الحجاج عند جمهور العلماء أهلا أن لا يروى عنه، ولا يؤثر حديثه، ولا يذكر بخير؛ لسوء سره، وإفراطه في الظلم، ومن أهل العلم طائفة تكفره" (٢)، وقد عقد ابن كثير فصلا في كتابه البداية والنهاية في ما وقع منه مما يوجب كفره (٣)، ووجه كلامه في ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- بقوله: "وإنما نقم على قراءة ابن مسعود -رضي اللَّه عنه-، لكونه خالف القراءة على المصحف الإمام، الذي جمع الناس عليه عثمان، والظاهر أن ابن مسعود رجع إلى قول عثمان وموافقيه واللَّه أعلم" (٤).

وخلاصة القول فيه كما حققه ابن كثير أنه: "كان ناصبيا يبغض عليا وشيعته في هوى آل مروان بني أمية، وكان جبارا، عنيدا، مقداما على سفك الدماء بأدنى شبهة، وقد روي عنه ألفاظ بشعة شنيعة، ظاهرها الكفر كما قدمنا؛ فإن كان قد تاب منها، وأقلع عنها، وإلا فهو باق في عهدتها، ولكن قد يخشى أنها رويت عنه بنوع من زيادة عليه؛ فإن الشيعة كانوا يبغضونه جدا لوجوه (٥)، وربما حرفوا عليه بعض الكلم،


(١) درء التعارض (٨/ ٤٤).
(٢) التمهيد (١٠/ ٦).
(٣) البداية والنهاية (٩/ ١٢٨).
(٤) المصدر السابق.
(٥) وانظر كلاما لابن تيمية مؤيدا لهذا في منهاج السنة النبوية (٤/ ١١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>