(١) قلت: وهو صدوق ربما وهم كما قال الحافظ، فهو حسن الحديث، ومن أئمة التابعين، وقد رُمي بشيء من الضعف، وكذا التدليس، ولكنه تدليس عمن لم يدركه. وقد جهل هذا المعلقون الثلاثة، فتعقبوا المؤلف وكذا الهيثمي، فتعالوا: "قلنا (!): يزيد صاحب تدليس، وفيه لين"! فضعفوا بجهلهم الحديث، وتعاموا عن الشواهد التي تشهد للشطر الثاني منه، وهي في طبعتهم قبيل هذا، وقد حسنوها، كحديث (عوف) المتقدم! كما أنهم لم يتذكروا و {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى} وذهنهم فارغ من أحاديث رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لم يتذكروا شواهد الشطر الأول منه، الآتية في الباب الثاني، بترقيمهم (٣٢٤٩ - ٣٢٥٤)، فهي خمسة شواهد، حسنوا أربعة منها، وضعفوا جداً الخامس منها!! وذلك من تمام جهلهم، لأنهم وقفوا ببصرهم عند ظاهر إسناده، ولم ينظروا ببصيرتهم إلى متنه الموافق لما قبله إلا في قوله: "وإلى ثلاثة"، ذلك لأنهم لم يتفقهوا بقوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حق الشيطان: "صدقك وهو كذوب"! فهل يعرفون أنفسهم ويمسكون عن الخوض فيما لا يعلمون؟! انظر "الصحيحة" (٣٤٩ و ٢٦٢١).