للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رواه أحمد، وابن أبي الدنيا في "الصمت"؛ كلاهما من رواية علي بن مسعدة الباهلي عن قتادة عنه. [مضى ٢٢ - البر/ ٥].

٢٨٦٦ - (١٧) [صحيح لغيره] وعن معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه قال:

كنتُ معَ النبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في سَفَرٍ، فأصْبَحْتُ يَوْماً قَريباً منهُ ونحنُ نَسيرُ، فقلتُ: يا رسول الله! أخْبِرْني بِعَمَلٍ يُدْخِلُني الجنَّةَ، ويُباعِدُني مِنَ النارِ؟ قال:

"لقد سَأَلْتَ عن عَظيمٍ، وإنَّه لَيَسيرٌ على مَنْ يَسَّرَهُ الله عليه. تَعْبُدُ الله ولا تُشْرِكُ به شَيْئاً، وتقيمُ الصلاةَ، وتُؤْتي الزكاةَ، وتصومُ رَمضانَ، وتحجُّ البَيْتَ". ثُمَّ قال:

"ألا أَدُلُّكَ على أبْوابِ الخَيْرِ؟ ".

قلتُ: بَلى يا رسولَ الله! قال:

"الصومُ جُنَّةٌ، والصَدقَةٌ تطْفِئُ الخَطيئَةَ كما يُطْفِئُ الماءُ النارَ، وصلاةُ الرجُل مِنْ جوفِ اللّيْلِ (١) ". ثُمَّ تَلا قَوْلَهُ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} حتَّى بَلَغَ {يَعْمَلُونَ}، ثُمَّ قالَ:


(١) قلت: في الأصل وطبعة عمارة زيادة: "شعار الصالحين"! قال الناجي (١٩٧/ ٢):
"هذه الزيادة مقحمة في الحديث بلا شك، لم تسمع فيه قط، قلد المؤلف فيها صاحب "جامع الأصول"، ولا أدري من أين أخذها هو. والمعنى أن صلاة الرجل في جوف الليل تطفئ الخطيئة أيضاً كالصدقة".
والحديث في "جامع الأصول" برقم (٧٢٧٤)، وقد أوهم المعلق عليه أن لهذه الزيادة أصلاً بقوله فيها: "ليست في أكثر نسخ "الترمذي"! والصواب القطع بأنها مقحمة في الحديث لا أصل لها فيه؛ لا عند الترمذي ولا عند غيره. وقد أفسد المعلقون الثلاثة لقلة فهمهم، وعدم رجوعهم إلى الأصول كلام الشيخ الناجي، فأوهموا أنه أراد جملة "وصلاة. . الصالحين"! وهي ثابتة عند مخرجيها؛ إلا الزيادة فقط، فتنبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>