للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وجدْتَ [توبةً] (١) أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل! ".

رواه مسلم.

٣١٥١ - (١٧) [صحيح] وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه؛ أنَّ نبيَّ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:

"كانَ فيمَنْ كان قبْلَكُم رجلٌ قتلَ تسْعَةً وتسعينَ نَفْساً، فسأَل عَنْ أعْلَمِ أهْلِ الأرْضِ؟ فدُلَّ على راهبٍ، فأتاهُ فقالَ: إنَّه قَتل تِسْعةً وتِسْعينَ نَفساً، فهلْ له مِنْ تَوْبَة؟ فقال: لا! فَقَتَلَهُ، فكَمَّلَ به مئَةً.

ثُمَّ سأل عَنْ أعْلَمِ أهْلِ الأرْضِ؟ فَدُلَّ على رجلٍ عالِمٍ، فقال: إنَّه قَتل مِئَةَ نَفسٍ، فهلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فقال: نَعَمْ؛ مَنْ يَحولُ بَيْنَهُ وبينَ التوبَةِ؟ انْطَلقْ إلى أرْضِ كذا وكذا؛ فإنَّ بِها أُناساً يَعبُدونَ الله، فاعْبُدِ الله معَهم، ولا تَرْجعْ إلى أرْضِك؛ فإنَّها أرضُ سوءٍ.

فانْطلَقَ حتَّى إذا نَصَفَ الطريق، أَتاهُ الموتُ، فاخْتَصَمتْ فيه ملائكةُ الرحمةِ وملائكة العَذابِ، فقالتْ ملائكةُ الرحمةِ: جاءَ تائباً مُقْبِلاً بقَلْبِه إلى الله تعالى، وقالتْ ملائِكَةُ العَذابِ: إنَّه لَمْ يَعْمَلْ خيراً قَطُّ، فأتاهم مَلَكٌ في صورَةِ آدَمِيٍّ، فجَعَلوهُ بَيْنَهُم، فقال: قِيسوا ما بَيْن الأرْضَين، فإلى أيَّتِهِما كانَ أَدْنى فهُوَ لَه، فقاسوا! فوَجَدوهُ أَدْنَى إلى الأَرْضِ الَّتي أَراد (٢)، فَقبَضَتْهُ ملائِكَةُ الرحمةِ".


(١) سقطت من الأصل، واستدركتها من (مسلم)، ورواه جمع آخر من أصحاب السنن وغيرهم، وهو مخرج في "الإرواء" (٧/ ٣٦٦/ ٢٣٣٣).
(٢) أي: بشبر؛ كما في الرواية التالية وهي لمسلم، وكذا البخاري (٣٤٧٠)، وفيها جملة النأي الآتية؛ جعلها من الحديث المسند. وهو رواية لمسلم (٨/ ١٠٤)، وفيها تصريح قتادة بسماعه للحديث من أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد، فلا أدري لم آثر المؤلف روايته عن الحسن المشعرة بأن الجملة مدرجة؟! وسياق الأولى لمسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>