"لله أشَدُّ فَرحاً بتوْبَةِ عَبْدهِ حينَ يَتوبُ إليْهِ مِنْ أحَدِكُم كانَ على راحِلَتِه بأرْضِ فَلاةٍ، فانْفَلتَتْ عنه، وعلَيْها طَعامُه وشرَابُه، فأَيِسَ مِنْها، فأتى شَجرةً فاضْطَجَع في ظِلِّها قَدْ أَيِسَ مِنْ راحِلَتِه، فبينَما هو كذلِكَ إذا هُوَ بها قائمةً عندَهُ، فأخَذَ بِخُطامِها ثُمَّ قال مِنْ شِدَّةِ الفَرحِ: اللَّهُمَّ أنْتَ عَبْدي وأنا ربُّكَ! أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الفَرحِ".
٣١٥٥ - (٢١)[صحيح] وعن الحارث بن سويدٍ عن عبد الله (١) رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقولُ:
"لله أفْرَحُ بتوبَةِ عَبْدِه المؤْمِنِ مِنْ رَجُلٍ نَزل في أرْضٍ دَوِّيَّةٍ مَهلكةٍ، معه راحِلَتُه، عليها طعَامُه وشَرابُه، فوضَع رأْسَه فنَام نَوْمةً، فاسْتَيقظَ وقد ذهبَتْ راحِلَتُه، فطَلبَها حتّى إذا اشْتَدَّ عليه الحرُّ والعَطَشُ أوْ ما شاءَ الله؛ قال: أرجعُ إلى مكاني الَّذي كنتُ فيه فأنامُ حتّى أموتَ، فوضَع يدَه على ساعِدهِ ليَمُوتَ، فاسْتَيْقَظ فإذا راحِلَتُه عندَهُ عليها زادُه وشَرَابُه! فالله أشَدُّ فَرحاً بتَوْبَةِ العَبْدِ المؤْمِنِ مِنْ هذا بِراحِلَتِه".