"ثقة يغرب، ويأتي بما ينكر". فغلب على ظني أن هذا الحديث مما ينكر عليه، وأنه دخل عليه حديث في حديث، فإن الجملة المذكورة قد جاءت عن جمع من الصحابة منفردة عن الحديث القدسي، وهو مخرج في "الضعيفة" تحت الحديث (٣٠٤٨)، والحديث القدسي رواه الأعمش: سمعت أبا صالح عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظه الذي ذكرته أعلاه، وله عند أحمد (٢/ ٤٨٢) طريق آخر نحوه مختصراً. وفي أخرى له (٢/ ٥٥٠) التصريح بالفصل بينهما، فذكر الجملة مرفوعاً، ثم قال: "وقال أبو القاسم: قال الله عز وجل. . " نحوه. (تنبيه): من الحداثة في هذا العلم إشارة المعلقين الثلاثة إلى أن الحديث في مسلم برقم (٢٦٧٥) أي في طبعة (محمد عبد الباقي)، وهو في موضعين منه أحدهما في مكانه المناسب لتسلسل الأرقام: وهو بجنب حديث الأعمش، والآخر بجنب حديث (سُويد)! وهذا من سوء الترقيم الذي لا يتنبه له الثلاثة، فيضلون القراء لأنهم لا يرجعون بداهة إلا إلى الموضع الأول، فلا يجدون ثمة إلا حديث البخاري، فينسبون الخطأ إلى المؤلف، وإنما هو منهم، والله المستعان. وخطأ آخر أنهم عزوا لفظه للبخاري أيضاً فيما سموه "تهذيب الترغيب. . " فقالوا (٥٤٣): "رواه البخاري (. . . . .) ومسلم (. . . .) "!!