للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إزارُه، وليسَ عليه غيرُه، وإذا الحصيرُ قد أثَّر في جَنْبِه، وإذا أنا بقَبضةٍ مِنْ شَعيرٍ نَحْوَ الصاعِ، وقَرَظٍ في ناحِيَةٍ في الغُرْفَةِ، وإذا إهابٌ مُعَلَّقٌ، فابْتَدرتْ عينايَ، فقال:

"ما يُبْكيكَ يا ابْنَ الخطَّابِ؟ ".

فقال: يا نبيَّ الله! وما لي لا أبْكي وهذا الحَصيرُ قد أثَّر في جنْبِكَ، وهذه خِزانَتُكَ لا أرى فيها إلا ما أَرى، وذاك كِسْرى وقيصَرُ في الثِّمارِ والأَنْهارِ، وأنتَ نبيُّ الله وصفْوَتُه، وهذه خِزانَتُكَ. قال:

"يا ابْنَ الخطَّابِ! أما تَرضى أنْ تكونَ لنا الآخِرَةُ ولهمُ الدُنْيا؟ ".

[قلتُ: بَلَى].

[حسن] رواه ابن ماجه بإسناد صحيح، والحاكم وقال:

"صحيح على شرط مسلم" (١). ولفظه:

قال عمرُ رضي الله عنه:

اسْتَأْذَنْتُ على رسولِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فدخلْتُ عليهِ في مَشْرُبَةٍ، وإنَّه لمضْطَجعٌ على خَصَفَةٍ (٢) إنَّ بعضَهُ لَعلى التُّرابِ، وتحتَ رأْسِه وِسادَةٌ مَحشُوَّةٌ لِيفاً، وإنَّ فوْقَ رأْسِهِ لإهَاباً عَطِناً (٣)، وفي ناحِيَةِ المَشْرُبَةِ قَرَظٌ، فسلَّمْتُ عليهِ فجلَسْتُ فقلْتُ: أنتَ نبيُّ الله وصفْوَتُه، وكِسْرى وقيْصَرُ على سُررِ الذَّهَبِ وفرُشِ الديباجِ والحَريرِ! فقال:


(١) قلت: فيه تقصير ووهم؛ فإن الحديث في "صحيح مسلم" (١٤٧٩) في آخر الحديث الطويل في إيلائه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - واعتزاله نساءه، فلا وجه لاستدراك الحاكم عليه، ولا لعدم عزوه إليه.
(٢) حصير من الخوص.
(٣) أي: منتناً. في "النهاية": يقال: عَطِن الجلد، فهو عطن ومعطون: إذا مرق شعره وأنتن في الدباغ".

<<  <  ج: ص:  >  >>