"أينَ فلانٌ؟ ".
قالَتْ: ذهبَ يَسْتَعْذِبُ لَنا [مِنَ] الماءِ، إذْ جاءَ الأنْصارِيُّ، فنظَر إلى رسولِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وصاحِبَيْهِ ثم قال: الحمدُ لله، ما أحَدٌ اليومَ أكرمَ أضْيافاً منِّي، فانْطلقَ فجاءَهُمْ بِعِذْقٍ فيه بُسْرٌ وتَمْرٌ ورُطَبٌ، وقال: كلُوا [من هذه] وأخَذَ المدية، فقال له رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"إيَّاك والحَلُوب".
فذبَح لَهُمْ، فأكَلوا مِنَ الشَّاةِ ومِنْ ذلك العِذْق، وشَرِبُوا، فلمَّا أنْ شَبِعوا ورَوُوا، قالَ رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأبي بكْرٍ وعُمَر رضي الله عنهما:
"والّذي نفسي بيده لتُسْأَلُنَّ عن هذا النَّعيمِ يومَ القِيامَة، [أخْرَجكُمْ منْ بُيوتِكُم الجوعُ، ثُمَّ لَمْ تَرْجِعوا حتّى أصَابَكُم هذا النعِيمُ] " (١).
رواه مالك بلاغاً باختصار، ومسلم واللفظ له، والترمذي بزيادة.
والأنصاري المبهم هو أبو الهيثم بن التَّيِّهان بفتح المثناة فوق وكسر المثناة تحت وتشديدها. كذا جاء مصرحاً به في "الموطأ" والترمذي.
٣٢٩٧ - (٨٥) [صحيح لغيره] وفي "مسند أبي يعلى" و"معجم الطبراني" من حديث ابن عباسٍ أنه أبو الهيثم.
٣٢٩٨ - (٨٦) [صحيح لغيره] وكذا في "المعجم" أيضاً من حديث ابن عمر.
وقد رويت هذه القصة من حديث جماعة من الصحابة مصرح في أكثرها بأنه أبو الهيثم.
(العِذْقُ) هنا بكسر العين: وهو الكِباسة والقِنو، وأما بفتح العين: فهو النخلة.
وتقدم حديث جابر في "الترهيب من الشبع" [١٩ - الطعام/ ٧].
(١) زيادة من "مسلم".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute