قالوا: نعم يا رسول الله! قد أردنا ذلك، فقال:
"يا بني سَلِمَةَ! ديارَكم؛ تُكتَبْ آثارُكم، ديارَكم؛ تُكْتَبْ آثارُكم".
فقالوا: ما يسرنا أنَّا كنَّا تحولنا.
رواه مسلم وغيره. وفي رواية له بمعناه وفي آخره:
"إنَّ لكم بكل خُطوةٍ درجةً".
٣٠٥ - (٩) [صحيح لغيره موقوف] وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
كانت الأنصارُ بعيدةً منازِلهم من المسجد، فأرادوا أنْ يقتَربوا، فنزلتْ: {ونكتبُ ما قدَّموا وآثارَهم}، فثَبَتوا.
رواه ابن ماجه بإسناد جيد.
٣٠٦ - (١٠) [صحيح لغيره] وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
"الأبعدُ فالأبعدُ (١) من المسجد أعظمُ أجراً".
رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، والحاكم وقال:
"حديث صحيح، مدَنيّ الإسناد".
٣٠٧ - (١١) [صحيح] وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"إنّ أعظَمَ الناسِ أجراً في الصلاةِ أبعدُهم إليها مَمْشىً فأبعدُهم، والذي ينتظرُ الصلاةَ حتّى يصلِّيَها مع الإمامِ؛ أعظمُ أجراً من الذي يُصلِّيها ثم ينام".
رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
(١) الفاء للترتيب، أي: الأبعد على مراتب البعد أعظم أجراً من الأقرب على مراتب القرب، فكل من كان أبعد، فهو أكثر أجراً ممن كان أقرب منه، ولو كان هذا الأقرب أبعد من غيره، فأجره أكثر من ذلك الغير، والمراد الحضّ على حضور صلاة الجماعة في المسجد مهما كان بعيداً.