للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٤٠ - (١٩) [صحيح لغيره] وعن حُرَيْثِ بنِ قَبِيصةَ قال:

قَدِمتُ المدينةَ وقلت: اللهم ارزقني جليساً صالحاً، قال: فجلست إلى أبي هريرة، فقلت: إني سألتُ اللهَ أن يرزقني جليساً صالحاً، فحدِّثْني بحديثٍ سمعتَه من رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لعل الله أن ينفعني به، فقال: سمعتُ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:

"إنَّ أوَّل ما يحاسبُ به العبدُ يومَ القيامةِ من عملهِ صلاتُه، فإنْ صَلَحَتْ فقد أفلحَ وأنجحَ، وإن فسدتْ فقد خاب وخسر، وإنِ انتقصَ من فريضتِه قال الله تعالى: انظروا هل لعبدي من تطوعٍ يُكمَلُ به ما انتُقصَ من الفريضة؟ ثم يكون سائرُ عملِه على ذلك".

رواه الترمذي وغيره، وقال: "حديث غريب".

٥٤١ - (٢٠) [صحيح] وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال:

صلّى رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوماً، ثم انصرف فقال:

"يا فلانُ! ألا تُحْسِنُ صلاتَك؟ ألا يَنظرُ المصلي إذا صلى كيفَ يصلِّي؟ فإنَّما يصلي لنفسه، إني لأُبصِرُ من ورائي كما أُبصِرُ مِن بين يَدَيَّ". (١)

[حسن] رواه مسلم والنسائي، وابن خزيمة في "صحيحه" (٢)، ولفظه: قال:


(١) قال النووي في شرح مسلم: "قال العلماء: معناه أنّ الله تعالى خلق له - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إدراكاً في قفاه يُبصر به من ورائه، وقد انخرقت العادة له - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بأكثر من هذا، وليس يمنع من هذا عقْل ولا شرْع، بل ورد الشرع بظاهره فوجب القول به. قال القاضي: قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى وجمهور العلماء: إن هذه الرؤية رؤية بالعين حقيقية".
قلت: وهي خاصة به - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حالة الصلاة، ولا دليل على العموم، فتنبه.
(٢) قلت: وكذا الحاكم (١/ ٢٣٥ - ٢٣٦)، وصحّحه على شرط مسلم! ووافقه الذهبي!

<<  <  ج: ص:  >  >>