"من استطاعَ منكم أَن يموتَ بالمدينةِ فليمتْ، فإنه من ماتَ بها؛ كنتُ له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة".
رواه الطبراني في "الكبير" بإسناد حسن.
(قال المملي) الحافظ رحمه الله:
"وقد صح من غير ما طريق عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"إن الوباء والدجال لا يدخلانها". اختصرت ذلك لشهرته". (١)
١١٩٨ - (١٣)[صحيح] وعن أبي قتادة رضي الله عنه:
أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - توضأَ ثم صلى بأرضِ سعدٍ بأرضِ الحرةِ، عند بيوت السقيا ثم قال:
"إن إبراهيمَ خليلَكَ وعبدَك ونبيَّك دعاكَ لأهل مكةَ، وأنا محمدٌ عبدُك ورسولُك، أدعوك لأهل المدينةِ مثل ما دعاك إبراهيمُ لمكةَ؛ ندعوك أن تباركَ لهم في صاعِهم ومدِّهم وثمارِهم، اللهم حَبِّبْ إلينا المدينةَ، كما حببتَ إلينا مكةَ، واجعل ما بها من وباءٍ بـ (خُمٍّ)، اللهم إني حرمْتُ ما بين لابتَيْها كما حرمتَ على لسانِ إبراهيمَ الحرمَ".
رواه أحمد، ورجال إسناده رجال "الصحيح".
(خمّ) بضم الخاء المعجمة وتشديد الميم: اسم غيضة بين الحرمين قريباً من الجحفة، لا يولد بها أحد فيعيش إلى أن يحتلم إلا أن يرتحل عنها لشدة ما بها من الوباء والحمى بدعوة النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأظن غدير (خم) مضافاً إليها.
(١) قلت: وما أشار إليه من الحديث متفق عليه، وهو مخرج عندي في كتابي الفريد: "قصة المسيح الدجال، ونزول عيسى عليه السلام، وقتله إياه"، جمعت فيه أطرافها من عشرات الأحاديث المنبثة في كتب السنة، مطبوعها ومخطوطها مما تيسر لي، ومن ذلك الحديثُ المشار إليه، وهو في "صحيح الجامع" رقم (٣٩١٧) (ص ٣٨/ ج ٤ - الطبعة الأولى الشرعية).