للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذنوبه وخطاياه، إنّ السيفَ محّاءٌ للخطايا، وأُدخِلَ من أي أبواب الجنة شاء؛ فإن لها ثمانية أبواب، ولجهنمَ سبعةُ أبوابٍ، وبعضها أفضل من بعض.

ورجل منافقٌ جاهد بنفسه وماله، حتى إذا لقي العدوَّ قاتل في سبيل الله عز وجل (١) حتى يقتل، فذلك في النار؛ إن السيفَ لا يمحو النفاق".

رواه أحمد بإسناد جيد، والطبراني وابن حبان في "صحيحه" -واللفظ له-، والبيهقي. (٢)

(الممتحَن) بفتح الحاء المهملة: هو المشروح صدره (٣)، ومنه:

{أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى}؛ أي: شرحها ووسعها.

وفي رواية لأحمد:

"فذلك [الشهيد] (٤) المفتخر في خيمة الله تحت عرشه". ولعله تصحيف.

و (فِرَق) بكسر الراء؛ أي: خاف وجزع.

و (المُمَصْمِصَة) بضم الميم الأولى، وفتح الثانية، وكسر الثالثة، وبصادين مهملتين:

هي الممحَّصة المكفرة.


(١) أي: فيما يبدو للناس، والحقيقة أنه إنما يقاتل نفافاً كما يدل عليه قوله: "إن السيف لا يمحو النفاق"، أي النفاق القلبي الذي هو إظهار الإسلام، وإبطان الكفر، ولذلك كان مثله {فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}. أعاذنا الله منه.
(٢) قلت: في "السنن الكبرى" له (٩/ ١٦٤).
(٣) قال الناجي (١٤١/ ١): "هذا غريب، إنما فسره شمر اللغوي بـ (المصفى المهذب)، وبذلك فسر الآية أيضاً أبو عبيدة كما نقله عنهما صاحب "الغريبين". وعبارة غيره في الآية: اختبرها وأخلصها. وأما "شرحها ووسعها" فقالها القرطبي في جملة الأقوال.
وقال: إن الامتحان افتعال من (محنت الأديم محناً) حتى أوسعته. ولم يعز ذلك إلى أحد، بل لم أره لغيره. فالله أعلم".
(٤) زيادة من "المسند" (٤/ ١٨٥)، وليس عنده الرواية الأولى، فلعل الصواب: "وفي رواية أحمد".

<<  <  ج: ص:  >  >>