فقاتل حتى قُتل. فأتاه النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال:
"قد بيَّض الله وجهك، وطيَّب ريحك، وأكثر مالك".
وقال لهذا أو لغيره:
"فقد رأيت زوجته من الحور العين نازعته جبة له من صوف، تدخل بينه وبين جبته".
رواه الحاكم وقال:"صحيح على شرط مسلم".
١٣٨٢ - (٣١)[حسن] وعن ابن عمر رضي الله عنهما:
أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مر بخباء أعرابي وهو في أصحابه يريدون الغزو، فرفع الأعرابي ناحية من الخباء فقال: مَنِ القوم؟ فقيل: رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأَصحابه يريدون الغزو. فقال: هل من عرض الدنيا يصيبون؟ قيل له: نعم، يصيبون الغنائم، ثم تقسم بين المسلمين. فعمد إلى بَكر له فاعتقله، وسار معهم، فجعل يدنو ببكره إلى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وجعل أصحابه يذودون بكره عنه.
فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"دعوا ليَ النجديَّ، فوالذي نفسي بيده إنه لمن ملوك الجنة".
قال: فلقوا العدوَّ، فاستشهدَ، فأخبر بذلك النبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فأتاه فقعد عند رأسه مستبشراً -أو قال: مسروراً- يضحك، ثم أعرض عنه.
فقلنا: يا رسول الله! رأيناك مستبشراً، تضحك، ثم أعرضت عنه؟ فقال:
"أما ما رأيتم من استبشاري -أو قال من سروري-، فَلِما رأَيتُ من كرامة روحِهِ على الله عز وجل. وأما إعراضي عنه؛ فإن زوجته من الحورِ العينِ الآن عند رأسه".