(٢) أي: كلام الخطابي، وهو في كتابه "معالم السنن" (٢/ ١٣٧ - ١٣٨). وأقول: لقد تكلف الخطابي -عفا الله عنه- فيما ذهب إليه أن معنى الحديث على القلب، وزعمه أن الحديث نفسه مقلوب والصحيح فيه: "زينوا أصواتكم. . ."، محتجاً على ذلك برواية الدبري، وهو متكلم فيه، وقد خالفه الإمام أحمد وغيره، فرووه بلفظ أبي داود المحفوظ، فخالف في ذلك كل من خرج الحديث، بله من صححه كابن حبان والحاكم والذهبي وابن كثير، وقد رددت عليه مفصلاً، وبينت خطأه في ذلك من حيث الصناعة الحديثية، وأكدت أن معنى الحديث على ظاهره كما تدل عليه أحاديث الباب، ودعمت ذلك بنقول كثيرة عن العلماء والحديث، كقوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في بعض طرقه: "فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً"، رواه الدارمي والحاكم وتمام وغيرهم، وإسناده جيد، وهو مخرج في "الصحيحة" (٧٧١)، وكل ذلك مبين في "الأحاديث الضعيفة" تحت الحديث رقم (٥٣٢٦). وقد أخطأ خطأ فاحشاً المعلق على رسالة الشيخ عبد الغني النابلسي "إيضاح الدلالات في سماع الآلات" محققه أحمد راتب حموش فقال: "رواه البخاري والدارمي وابن حنبل وأبو داود والترمذي والنسائي"، وهذا خلط عجيب لم يروه أحد من هؤلاء بهذه الزيادة سوى الدارمي، ولقد أخطأ المذكور أخطاء فاحشة في تعليقاته الكثيرة على هذا الكتيب، أهمها أنه ما كان ينبغي لمثله أن يساعد على نشر مثل هذا الكتاب للشيخ عبد الغني الصوفي الذي يبيح فيه آلات الطرب بكل أشكالها وأنواعها بدعوى أن ذلك يختلف باختلاف النية، فمن كانت نيته حسنة في الاستماع إليها فهو مباح، ولقد ذكرني هذا بقصة كانت جرت بيني وبين أحد طلبة العلم حينما جاءني في دكاني ليصلح ساعته عندي، وجدته قد تأبط ألواحاً مستديرة كانت تستعمل قديماً =